SLIMANE - MOSTAFA ZBISS 
Plan du site | 4 visiteurs actifs


 Login
   
    
 

 S. M. Zbiss
 :: Introduction
 :: Biographie
 ::  Documents
 ::  Album photo

 Les origines andalouses
 :: Histoire des Andalous en Tunisie
 :: Testour: sa ville d'origine

 Production
 :: Articles
 :: Causeries radiophoniques
 :: Publications

  - Centanaire - Interventions
 1 - Adbdelaziz Daulatli

   

سليمان مصطفى زبيس العالم الرائد  التونسي في البحوث

          الأثرية   الإسلامية   في تونس                                                  

د.عبد العزيز الدولاتلي

اسمحوا لي بأن أعرب لكم عن الشرف الذي ينالني و أنا أفتتح هذه السلسلة من الشهادات التي تهدف إلى التعريف بالأعمال العلمية التي أنجزها المرحوم سليمان مصطفى زبيس ونحن نحتفل اليوم بمرور قرن على نشأته ( 1 ماي 1913-14 ماي 2013).

لا يخفى أن علوم الآثار و تاريخ الفنون الإسلامية لم تزل تخطو إبان نشأة المؤرخ و الأثري التونسي سليمان مصطفى زبيس أولى خطواتها. كما أنها كانت حكرا على قلة من المستشرقين الفرنسيين و الأجانب. و لم تكن قط من العلوم المتداولة لدى العلماء المسلمين القدامى بل تبدو من أبرز المستحدثات التي جادا بها الفكر الغربي والحضارة الغربية على باقي الحضارات الكونية و منها الحضارة العربية الإسلامية. العلماء المسلمون لم يكونوا منشغلين بالآثار ولم يتركوا لنا مصنفات علمية حول أساليب البناء و التشييد و الزخرفة التي عرفتها مجتمعاتهم و التطورات و التأثيرات التي شاهدتها على مدى العصور إلا ما قل و دل مثل ما كتبه ابن خلدون في مقدمته حول أصناف الحرف. لذلك فإن اهتمامهم لم يرتق كما هو الشأن عند الغربيين بداية من القرن التاسع عشر إلى مرتبة العلوم التي يعتمد فيها على طرق ثابتة للبحث و التنقيب و مناهج مقننة لعرض النتائج و نشرها.

و شاءت الصدف أن يلتحق عالمنا بعد حصوله على شهادة ختم الدراسات الثانوية

بالمدرسة الصادقية بمعهد الدراسات العليا بتونس أين تعرف على كبار المستشرقين مثل وليام مارسي و جورج مارسي و لوي بوانسو و لفي بروفنسال فدرس عنهم اللغة العربية و الحضارة الإسلامية و لست أدري إن هو أخذ عن

أحدهم بعض المبادئ و الأسس لعلم الآثار و تاريخ الفنون الإسلامية. و مهما يكن من أمر ها هو يشرح لنا بنفسه الظروف التي حملته على اختيار هذا الاختصاص. فيقول في سنة 1981 في مقدمة لكتاب أعده جورج مارسي منذ سنة 1942 c

هكذا يتأكد لنا أن الرائد التونسي للبحوث الأثرية الإسلامية في تونس كان عصاميا و لم يتلق أي تكوين أكاديمي مختص ما عدى التكوين العام الذي تلقاه بالمعهد الأعلى للدراسات العربية. بل هو كون نفسه بنفسه متجاوزا الصعوبات و العقبات تحركه روح نضالية و شغف كبير و كأن المسالة مسألة مصير بل حياة أو موت و كأن القضية قضية وطنية أو دينية تستدعي المزيد من التضحية و الحماس. كيف لا و الحال أنه كان يشعر و كأنه مدين لحضارة أجداده الأندلسيين و لهذا البلد المضياف الذي استضافهم بعد أن أطردهم الحكام الأسبان منذ ثلاثة قرون فكان عليه أن يعرف بتلك الحضارة الأندلسية المستوطنة في هذه الأرض المعطاة كما كان عليه أن يعرف بحضارة موطن أهله الجديد التي لا تقل عظمة و تألقا.

و مما يلفت الانتباه أن التمشي العلمي الذي سلكه مؤرخنا يكاد يكون نفس التمشي الذي سلكه من قبله بقرون العلماء المسلمون حينما أقدموا في بداية الأمر على ترجمة إلى العربية كبار المصنفات العلمية اليونانية في الطب و الفلك و الحساب و غيرها متكبدين أتعابا لا تحصى بحثا عن المصطلح الدقيق و المناسب للمعنى المناسب إلى أن تمكنوا من تلك العلوم و تحكموا في مناهجها و تمرسوا على مصطلحاتها فأصبحوا مبتكرين و مبدعين و مؤسسين أحيانا لعلوم جديدة.

هكذا بدأت رحلة باحثنا العلمية بترجمة مقال لأحد أقطاب العلماء المستشرقين المختصين في علم الآثار الإسلامية في تونس و شمال إفريقية أيام الحماية الفرنسية إلى أن بلغت به السن و التجربة بعد سنوات من العمل الجاد و الدؤوب و التلاقح مع أهل الاختصاص وهو يناهز الثمانية و الستين عاما إلى شيء من النضج و الاكتمال فراح يبحث عن أول تجاربه التي مكنته من الاحتكاك بميدان الآثار و الفنون الإسلامية فإذا به يكتشف فداحة النقائص التي كانت تشوب

الترجمة العربية للنص الفرنسي فيقدم على مراجعتها و نشرها من جديد جنبا لجنب مع النص الأصلي لجورج مارسي العلامة الفرنسي الشهير و كأنه يبتغي من وراء ذلك رفع التحدي والإشارة إلى أنه أصبح في ذلك التاريخ 1981 بإمكانه إنجاز على أحسن ما يرام ما لم يكن ممكنا إنجازه أربعون سنة من قبل أي في سنة 1942.

هكذا و على مدى أكثر من نصف قرن تواصلت المسيرة العلمية للباحث التونسي ذي الأصول الأندلسية متأرجحة بين رغبته في البحث عن روائع حضارة أجداده وعما خلفته في ربوع تونس من آثار و بين تعلقه بالكشف عن أسرار تراث أبناء جلدته الجدد كما يقول. فناره مرتديا رداء الكشافة و على رأسه الخوذة يجوب البلاد شرقا و غربا و شمالا و جنوبا حاملا بيد آلة التصوير التي لا يكاد يفقدها و باليد الأخرى القلم و الكنش لتسجيل ما يكتشفه من آثار. و عند العودة إلى مكتبه يسلم جملة الوثائق إلى أخيه و رفيق مسيرته الطويلة محمود زبيس الذي يتولى تنظيمها و توثيقها إلى أن تتحول تلك الوثائق المصورة و المكتوبة بعد الدراسة و التمحيص إلى مواضيع لمحاضرات و أحاديث إذاعية و تلفزية أو مقالات أو مصنفات و كتب ينشرها إما بالعربية أو بالفرنسية أو باللغتين اللتين يجودهما أية إجادة و قلما بالإسبانية أو الإيطالية.

و مما يجلب الانتباه إصراره الكبير على تعميم فائدة ما يكتشفه على أوسع نطاق من أجل تثقيف الناس و توعيتهم بأهمية ممتلكاتهم الثقافية و بضرورة المحافظة عليها و التباهي بها أمام الأمم. فنراه يشارك في برامج إذاعية و تلفزية تحمل عناوين مثل: آثارنا تدل علينا أو آثارنا تحدثنا أو حضارتنا و فنونها. حتى أن عدد تلك الحصص تجاوز ما بين سنتي 1944 و 1973 الخمسين حصة تحدث فيها عن آثار الكثير من المدن التونسية و تاريخها كالقيروان و تونس و المهدية و صفاقس و قفصة و تستور. كما نراه يتطرق إلى مواضيع تخص الجزائر و المغرب الأقصى و بالطبع الأندلس و الهجرة الأندلسية.

أما الكتب التي دأب على نشرها بلا انقطاع منذ سنة 1955 فيبلغ عددها العشرين مؤلفا منها ما تكتسي مواضيعها الصبغة العامة مثل ما كتبه حول:

 

  •  آثار الدولة الحسينية بالقطر التونسي
  •  آثار المغرب العربي
  •  الآثار الإسلامية في عهد الأتراك

 

: و منها ما هو أكثر خصوصية مثل

 

  •  حول مدينة تونس
  •  سوسة جوهرة الساحل
  •  المنستير
  •  سيدي بو سعيد
  •  المهدية

هذا بالنسبة لمؤلفاته التي كان بالإمكان إقتناؤها بثمن بسيط للغاية فتوفر بالنسبة للعامة و الخاصة مراجع فريدة في متناول الجميع. و قد استفاد منها فعلا الكثيرون لاسيما الجامعيون و كنت من بينهم ممن كانوا يبحثون في أوائل السبعينات و ما بعدها على مواضيع للحصول على شهادة الدكتوراء أو بصدد إعداد الدكتوراء في الآثار الإسلامية التونسية. و قد كان عمله ذلك متزامنا مع أعمال كبار المستشرقين كمارسي و تيراس و كرسول و قليل من التونسيين و العرب كحسن حسني عبد الوهاب و محمد الطالبي و أحمد فكري. إلا أن عمل زبيس كان يتسم أحيانا بمزيد من الاختصاص و أحيانا أخرى بالشمولية بل العمومية. فنجده مثلا يدرس المساجد و الجوامع الواحد تلوى الآخر: جامع الزيتونة, جامع القصبة, جامع القصر بمدينة تونس, جامع بنزرت الكبير, جامع بلد سليمان الكبير, الجامع الكبير بطبربة و أحيانا يقوم بأعمال تأليفية و دراسات مقارنة كالصومعات بمدينة تونس و المحاريب في تونس و المحاريب في المعالم الدينية بالمغرب العربي و المساجد التونسية و أقبيتها و القبة الأغلبية و القبة التونسية و أشهر المنارات في الشرق و الغرب...كما نراه يجتهد لكي يدقق خصائص الأساليب الفنية في تونس في عهد الأغالبة أو عهد الفاطميين أو عهد الأتراك العثمانيين أو عهد الحسينيين. و من أهم منشوراته ما كتبه عن حفريات

صبرة المنصورية و المهدية الفاطمية. و لا ننسى عنايته البالغة بالنقائش الإسلامية التي اكتشف منها الكثير وعمل على نشرها ضمن كتب و مقالات عديدة حتى تجاوز عدد المقالات التي نشرها في الكثير من المجلات المحلية و الأجنبية الستين مقالا فضلا عن المداخلات التي كان يقوم بها بمناسبة مشاركاته العديدة في المؤتمرات الدولية.

و قد كان حضور سليمان مصطفى زبيس بداية من سنة 1954 في المؤتمرات الدولية كثيفا للغاية و متنوع الأغراض و المواضيع. فنحن نجده حاضرا بمؤتمر المستشرقين بكمبردج في سنة 1954 ثم بمونيخ في سنة 1957 ثم بباريس في سنة 1973. كما نراه يتردد على المؤتمر الدولي العربي للآثار في سنة 1956 و 1957 و 1961 و 1963 و 1966. و كذلك على مؤتمر المدن العربية في سنة 1958 و 1970 و 1971 و مؤتمر الدراسات العربية ببلرمو في سنة 1961. و قد كان له حضور مرموق بمدينة البندقية في سنة 1964 إذ كان المشارك العربي الوحيد في المؤتمر الدولي للمعالم و المواقع حيث ساهم في إعداد ميثاق البندقية الذي و ضع الأسس العلمية و العملية لأعمال ترميم المعالم التاريخية و المواقع الأثرية و حيث تم تأسيس المجلس الدولي للمعالم و المواقع. فكان أول من ترأس اللجنة الوطنية للمجلس الدولي للمعالم و المواقع و بهاته الصفة حضر مؤتمرات المجلس الدولي للمعالم و المواقع ICOMOS إلى سنة 1981 حين أخذت المشعل عنه لرئاسة اللجنة الوطنية التونسية.

كما نجده مشاركا في العديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالخزف الإسلامي و بعلم النقائش و بوجه خاص بالدراسات الاسبانية الأندلسية بداية من سنة 1972 التي تبدو مفصلية في مسيرته الذاتية و العلمية حيث يبدو مكثفا جهوده أكثر فأكثر نحو الإرث الأندلسي و ذلك منذ تأسيسه في ذلك التاريخ بالذات لمركز الدراسات الأندلسية.

هذه باختصار شديد حصيلة المسيرة العلمية للعالم التونسي سليمان مصطفى زبيس و سأترك المجال للزملاء اللذين سيأتون من بعدي لكي يعمقوا النظر فيما حققه عالمنا من إنجازات تذكر فتشكر سواء في ميدان التوثيق و التحقيق أو في ميدان الدراسات الأندلسية و علم النقائش الإسلامية .

 Imprimer Envoyer un ami Donner votre avis

 
 Hommage
 ::  - Centenaire de Slimane Mostafa Zbiss -
 ::  - Centanaire - Interventions
 ::  - Centenaire - Photos
 ::  - Centenaire - Presse
 ::  -Articles de presse-
 ::  -Cérémonies et commémorations-
 ::  -Publications-
 ::  -Témoignages-
 ::  -Troisième anniversaire du décès de S.M.Z et présentation officielle du siteweb
 :: .Photos de la cérémonie du 14-Mai-2006
 :: Hommage rendu a Slimane Mostafa Zbiss aux Archives Nationales de Tunis [2019]

 Contact
 :: Email
 :: Link

 News

A partir ce de cette semaine vous pouvez lire régulièrement dans la rubrique "Articles" les articles scientifiques de Slimane Mostapha Zbiss en français et en arabe. Ils seront ajoutés au fur et à mesure 


 Archive
 :: 2 - Michel TERRASSE 
 :: 1 - Adbdelaziz Daulatli 

copyright © 2005 - slimane mostafa zbiss - par hanene zbiss - réalisation graphique delfino maria rosso - powered by fullxml